هو: عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان، القرشيّ الفهري الدمشقي.
ولد ابن ذكوان سنة ثلاث وسبعين ومائة من الهجرة. وقد تلقى ابن ذكوان القراءة عن مشاهير علماء عصره، في مقدمتهم: أيوب بن تميم
وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بدمشق. قال أبو عمرو الداني: قرأ ابن ذكوان على الكسائي حين قدم الشام، وقد اختلف المؤرخون في رحلة الكسائي إلى الشام، فقال ابن الجزري: ولقد وقفت على ما يدلّ أن الكسائي دخل الشام، وأقرأ بجامع دمشق اهـ وقال النقاش: قال ابن ذكوان: أقمت على الكسائي سبعة أشهر، وقرأت عليه القرآن غير مرّة.
وكما كان ابن ذكوان استاذا في القراءات، فقد كان أيضا من أئمة الحديث، وقد روى عنه عدد كثير منهم: أبو داود، وابن ماجة في سننهما، وولده أبو عبيدة أحمد بن عبد الله، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، وغير هؤلاء كثير.
كما كان لابن ذكوان مصنفات مفيدة في علوم القرآن منها: كتاب أقسام القرآن وجوابها، وما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه
لقد كان لابن ذكوان المنزلة الرفيعة، والمكانة السامية بين علماء عصره، مما استوجب ثناء الكثيرين عليه: قال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بخراسان في زمان ابن ذكوان أقرأ منه.
شيوخه في القراءة:
قرأ ابن ذكوان على: أيوب بن تميم وخَلَفَهُ بالإقراء بعده بدمشق، وروى الحروف عن إسحاق بن المسيِّبي عن نافع، وقيل: إنَّه قرأ على الكسائي حين قَدِم الشام وأخذ عنه الحروف.
رواة القراءة عنه:
قرأ على ابن ذكوان: أبو زُرعة الدِّمشقي، وأحمد بن المعلى، وأحمد بن محمد بن مامويه، وهارون بن موسى الأخفش، وعبد الله بن مخلد الرازي، ومحمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن موسى الصوري، ومحمد بن القاسم الإسكندراني، وأحمد بن يوسف التغلبي، وابنه أحمد بن عبد الله، وآخرون.
منزلته في الرواية والحديث:
حدَّث ابن ذكوان عن: بقية بن الوليد، وعِراك بن خالد، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، ووكيع بن الجراح، وطائفة.
وحدَّث عنه: أبو داود، وابن ماجه، في سننهما، وولدُه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله، وإسماعيلُ بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحريص، وآخرون.
قال عنه يحيى بن معين: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات.
وفاته:
توفي ابن ذكوان في دمشق يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة (242هـ)، رحمه الله تعالى.
يمكنك ترك رسالة هنا إذا أردت الاستفسار عن شئ