هل صداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة؟

 



هل ذكر عن ابن رجب الحنبلي أنه قال : " صداع الرأس من علامات أهل الإيمان وأهل الجنة" ؟



لعل المقصود بهذا؛ هو قول ابن رجب رحمه الله تعالى في رسالته "البشارة العظمى للمؤمن بأن حظه من النار الحمى"، حيث قال:


" وقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من لا تصيبه الحمى والصداع من أهل النار، فجعل ذلك من علامات أهل النار، وعكسه من علامات المؤمنين " انتهى من "مجموع رسائل ابن رجب" (2 / 380).


واستدل لهذا بما رواه الإمام أحمد في "المسند" (14 / 123)، والبخاري في "الأدب المفرد" (495)، والنسائي في "السنن الكبرى" (7 / 50)، وغيرهم:


عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:


" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ:  هَلْ أَخَذَتْكَ أُمُّ مِلْدَمٍ؟ 


قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا أُمُّ مِلْدَمٍ؟


قَالَ:  حَرٌّ يَكُونُ بَيْنَ الْجِلْدِ وَالدَّمِ  .


قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا وَجَدْتُ هَذَا.


قَالَ:  يَا أَعْرَابِيُّ هَلْ أَخْذَكَ هَذَا الصُّدَاعُ؟ 


قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الصُّدَاعُ؟


قَالَ:  عُرُوقٌ تَضْرِبُ عَلَى الْإِنْسَانِ فِي رَأْسِهِ .


قَالَ: مَا وَجَدْتُ هَذَا.


فَلَمَّا وَلَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا  .


ورواه الحاكم في "المستدرك" (1 / 347)، وقال: " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "، ووافقه الذهبي.


وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى


" إسناده حسن؛ لحال محمد بن عمرو.


ومن طريقه: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد"، (495)، والحاكم (1/ 347)، وأحمد (2/ 332)، وهناد في "الزهد" (1/ 246/426)، وعنه: المؤلف ـ كما ترى ـ، والبزار (1/ 368/778) كلهم عنه.


وتابعه أبو مبشر، عن سعيد ... به: أخرجه أحمد (1/ 366 - 367).


فبِه صح الحديث " انتهى من "التعليقات الحسان" (4 / 460).


قال ابن حبان رحمه الله تعالى:


" قوله صلّى اللّه عليه وسلّم: ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا )، لفظة إخبار عن شيء ، مرادها الزجر عن الركون إلى ذلك الشيء ، وقلة الصبر على ضده، وذلك أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا ، والغموم والأحزان : سبب تكفير الخطايا عن المسلمين، فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته : أن المرء لا يكاد يتعرَّى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه ، وإيجاب النار له بذلك ، إن لم يتفضل عليه بالعفو، فكأن كل إنسان مرتهن بما كسبت يداه، والعلل تكفّر بعضها عنه في هذه الدنيا؛ لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار " انتهى من"الإحسان" (7 / 180).


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -