الجليس الصالح والجليس السوء

 


📚 الجليس...📚

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ ؛ لا يَعْدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسْكِ إمَّا تَشْتَرِيهِ أوْ تَجِدُ رِيحَهُ ، وكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أوْ ثَوْبَكَ ، أوْ تَجِدُ منه رِيحًا خَبِيثَةً)). صحيح البخاري

  
مُصاحبةُ الصَّالحينَ ومُجالستُهم مِن شِيَمِ الأخيارِ ، وهو طَريقٌ لنَيلِ السَّعادةِ في الدَّاريْنِ ، أمَّا مُصاحبةُ الأشرارِ الطَّالِحين فمِن شِيَمِ ضِعافِ النُّفوسِ ، وطَريقٌ للخَسارةِ والبَوارِ.

وفي هذا الحديثِ يَضْرِبُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِثالَينِ لِصِنْفَيْنِ مِنَ النَّاسِ ، وهُمَا الجليسُ الصَّالِحُ والجليسُ السَّوءُ ؛ وذلك ليُقرِّبَ لنا المعانيَ ، ويَحُثَّنا على الْتزامِ الخيرِ والابتعادِ عن السُّوءِ والشَّرِّ.

👈 المثالُ الأوَّلُ للجليسِ الصَّالحِ ، والجَلِيسُ هو الَّذي يُجَالِسُ غيرَهُ مِنَ النَّاسِ ، والصَّالحُ هو مَنْ يَدُلُّ جَليسَهُ على اللهِ تعالَى وما يُقَرِّبُ إليه ؛ مِن قَولٍ ، أو عَمَلٍ ؛ فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ هذا الجَليسَ الصَّالحَ مِثلُ صاحِبِ المِسك ، لن تَفْقِدَ منه أَحَدَ أمرَيْنِ :

● «إمَّا تَشْتَرِيهِ ، أو تَجِدُ رِيحَهُ» ، أي : إمَّا أنْ تَشتريَ مِن مِسكِهِ وعُطُورِهِ ، أو تَجِدَ وَتَشَمَّ مِن رِيحِهِ الطَّيِّبَةِ ، وكذلك الجليسُ الصَّالحُ ؛ إمَّا أنْ تَأخُذَ منه خَيرًا ، وتَنتفِعَ به ، أو أنْ تَجِدَ مِن مُجالَستِهِ رَوْحًا وطِيبًا.

● والمثالُ الثاني للجَليسِ السَّوءِ ، وهو مَنْ يُجالِسُ غيرَه ويَصُدُّه عن سَبيلِ اللهِ ، ومَا يُقَرِّبُ إليه ، مِن قَولٍ وعمَلٍ ؛ فشَبَّهَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بـ«كِيرِ الحدَّادِ» ، أي : إنَّه كصاحبِ الكِيرِ ، وهو زِقٌّ أو جِلدٌ غَليظٌ تُنْفَخُ به النَّارُ.

فنافخُ الكيرِ هذا إمَّا أنْ يُحرِقَ بدَنَك أو ثِيابَك مِن شرَرِه المُتطايرِ ، أو تَجِدَ مِن مُجالَستِه رِيحًا خَبيثةً ، فيَجلِبَ لك كَرْبًا وضِيقًا ، وتَشَمَّ منه ما يُؤذِيك ، وهكذا الجليسُ السَّوءُ إمَّا أنْ تَطالَك شُرورُ أفعالِه ، فتُشارِكَه أوزارَه ، وتَحترِقا بنارِها ، وإمَّا أنْ تَرى القبيحَ وسُوءَ الفعلِ أمامَك ، فتُذمَّ لمُصاحبةِ ومُجالَسةِ مَن هذا حالُه.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -