الأنس بالله


👈🏻 الأنس بالله تعالى حالة وجدانية تحمل على التنعم بعبادة الرحمن ، والشوق إلى لقاء ذي الجلال والإكرام .

✒️ قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

ومن علامات صحة القلب أن لا يفتر عن ذكر ربه ، ولا يسأم من خدمته ، ولا يأنس بغيره ، إلا بمن يدله عليه ، ويذكِّرُهُ به ، ويذاكره بهذا الأمر .

{إغاثة اللهفان}  (72 ) 📖

👈🏻 قال أحد السلف : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قيل : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله ، والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والتنعم بذكره وطاعته .

{إحسان سلوك العبد المملوك إلى ملك الملوك لعبد الكريم الحميد} (1/168) 📖



👈🏻 وكما أنه لا نسبة لنعيم ما في الجنة إلى نعيم النظر إلى وجهه الأعلى سبحانه ، فلا نسبة لنعيم الدنيا إلى نعيم محبته ومعرفته والشوق إليه والأنس به ، بل لذة النظر إليه سبحانه تابعة لمعرفتهم به ومحبتهم له ، فإن اللذة تتبع الشعور والمحبة ، فكلما كان المحب أعرف بالمحبوب وأشد محبة له كان التذاذه بقربه ورؤيته ووصوله إليه وأنسه به أعظم .

👈🏻 فالأنس بالله مقام عظيم من مقامات الإحسان الذي قال عنه النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( *أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ* ) .

📚 أخرجه البخاري (50) ، ومسلم (5) .

🖌️ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعليقا على الحديث والأثر :
" فهذان مقامان :
1️⃣ أحدهما : الإخلاص ، وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه .
2️⃣ الثاني : أن يعمل العبد على مشاهدة الله بقلبه ، وهو أن يتنور قلبه بنور الإيمان" .

{استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس} 📘

👈🏻 يشير ابن رجب رحمه الله بكلامه هذا إلى منزلة المراقبة ، ومقام المشاهدة أو المعاينة كما يسميه بعض أهل العلم .
فـ" المشاهدة " ناتجة عن معاينة آثار أسمائه وصفاته تعالى في الكون ، بحيث يترتب عن ذلك تنور القلب وتعلقه بالرب ، وهذه المنزلة هي التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام : ( *أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ* ) فهي رؤية حُكْمية .
أما " المراقبة " فهي العلم واليقين باطلاع الحق سبحانه على ظاهر العبد وباطنه ، وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام : ( *فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ* ) .

🖌️ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله بعد كلامه السابق :
" يتولد عن هذين المقامين : الأنس بالله ، والخلوة لمناجاته وذكره ، واستثقال ما يشغل عنه من مخالطة الناس والاشتغال بهم " .

{استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس} 📘

👈🏻 *فمنزلة المراقبة إذا تحققت في العبد حصل له الأنس بالله تعالى* .
ووجه ذلك أنه إذا حصلت المراقبة يحصل القرب من الرب سبحانه ، والقرب منه جل وعلا يوجب الأنس .



إذا ارتقى العبد إلى تحقيق مقام المشاهدة والمعاينة لآثار أسمائه وصفاته في الكون بحيث يتنور قلبه حصل الأنس ، ووجهه أن منشأ الأنس بالله تعالى ومبدؤه التعبد بمقتضى أسمائه تعالى وصفاته بعد التفهم لمعانيها .

✒️ قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
والقرب يوجب الأنس والهيبة والمحبة .

{مدارج السالكين} (2/382) 📖

✒️ ويقول كذلك رحمه الله :
وقوة الأنس وضعفه على حسب قوة القرب ، فكلما كان القلب من ربه أقرب كان أنسه به أقوى ، وكلما كان منه أبعد كانت الوحشة بينه وبين ربه أشد .

{مدارج السالكين} (3 / 95) 📖

✒️ وقال أيضا رحمه الله :
هذا الأنس المذكور مبدؤه الكشف عن أسماء الصفات التي يحصل عنها الأنس ويتعلق بها ، كاسم الجميل ، والبر ، واللطيف ، والودود ، والحليم ، والرحيم ، ونحوها .

{مدارج السالكين}  (2/419) 📖

👈🏻 فالأنس بالله تعالى ثمرة الطاعات والتقرب إلى رب الأرض والسماوات .

👈🏻وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول :
من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -