🌀 فضلُ العالمِ على العامل الجاهل
✒️ قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
إِن صَاحب الْعلم أقل تعبا وَعَملا وَأكْثر أجرا ، وَاعْتبر هَذَا بِالشَّاهِدِ فَإِن الصنّاع والإجراء يعانون الأعمال الشاقة بِأَنْفسِهِم والأستاذ الْمعلم يجلس بأمرهم وينهاهم وَيُرِيهمْ كَيْفيَّة الْعَمَل وَيَأْخُذ أضعاف مَا يأخذونه .
وَقد أشار النَّبِي ﷺ إِلَى هَذَا الْمَعْنى حَيْثُ قَالَ أفضل الأعمال إِيمَان بِاللَّه ثمَّ الْجِهَاد ، فالجهاد فِيهِ بذل النَّفس وَغَايَة الْمَشَقَّة ، والإيمان علم الْقلب وَعَمله وتصديقه وَهُوَ أفضل الأعمال مَعَ أن مشقة الْجِهَاد فَوق مشقته بأضعاف مضاعفة ، وَهَذَا لأن الْعلم يُعرّف مقادير الأعمال ومراتبها وفاضلها من مفضولها وراجحها من مرجوحها ، فصاحبه لَا يخْتَار لنَفسِهِ إلا أفضل الأعمال ، وَالْعَامِل بِلَا علم يظنّ أن الْفَضِيلَة فِي كَثْرَة الْمَشَقَّة فَهُوَ يتَحَمَّل المشاق وَإِن كَانَ مَا يعانيه مفضولا ، وَرب عمل فَاضل والمفضول أكثر مشقة مِنْهُ وَاعْتبر هَذَا بِحَال الصّديق فَإِنَّهُ أفضل الأمة ؛ وَمَعْلُوم أن فيهم من هُوَ أكثر عملا وحجا وصوما وَصَلَاة وَقِرَاءَة مِنْهُ .
قَالَ أبو بكر بن عَيَّاش مَا سبقكم أبو بكر بِكَثْرَة صَوْم وَلَا صَلَاة وَلَكِن بِشَيْء وَقَرَ فِي قلبه ، وَهَذَا مَوْضُوع الْمثل الْمَشْهُور :
من لي بِمثل سيرك المدلل ... تمشى رويدا وتجي فِي الأول .
{مفتاح دار السعادة} ج(1) ص(81) 📖
يمكنك ترك رسالة هنا إذا أردت الاستفسار عن شئ