أيها الصائمون
لقد حثكم النبي صلى الله عليه وسلم على كثرة الدعاء حال صيامكم وعند فطركم وفي جميع أوقاتكم، ورغبكم في ذلك حين أخبر أن دعوة الصائم مستجابة وأنها لا ترد.. وجاء في الحديث أنه قال: (ثلاث لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم)(صحيح الترمذي).
والله إن الإنسان ليعجب من عبد آتاه الله دعوة مستجابة ثم هو يفرط فيها، ويزهد أن يطلبها، ولا يسارع إليها.
عجيب والله أيها الصائم.. لماذا لا تدعو؟ بل لماذا لا تكثر من دعاء ربك؟
أما لك حاجات تريد أن يحققها الله لك؟ عمل جيد، وظيفة مرموقة، زوجة مواتية، ولد صالح يقر الله به عينك في الدنيا والآخرة.
أما لك زوجة تريد من الله أن يصلحها، أو ولد ترجو الله أن يهديه، أو أحد مريض تريد من الله أن يشفيه، أو قريب فقير تسأل الله أن يغنيه، أو صديق أو جار له حاجة تتمنى على الله أن يقضيها له؟
أما تحب أن يوسع الله رزقك، ويعافي لك بدنك، ويشرح لك صدرك، ويحط عنك وزرك، ويرفع بين العالمين ذكرك وقدرك، ويحفظك من شرور الدنيا والآخرة؟
ألست ترى حال المسلمين فتدعو ربك أن ينصرهم، وترى استعلاء الكافرين فتدعو ربك أن يقصمهم ويخذلهم، وان يصلح حال المسلمين ويبدل ما هم فيه من الذلة والخزي إلى العزة والتمكين والنصر؟
أما ترى تشتت المسلمين وتناحرهم وبأسهم الذي صار بينهم، فتسأل ربك أن يجمع شملهم، ويوحد صفهم، ويجمع كلمتهم، ويصلح حالهم؛ حتى ترفع عن الأمة غربة الإسلام والمسلمين؟
إذا لم يكن لك شيئ من هذا كله.. أما تحب أن يعتقك الله من النار، فإن لله تبارك وتعالى عند كل فطر وفي كل ليلة عتقاء من النار، فتسأل الله أن يجعلك ممن أعتقه من النار فلا تشقى بها أبدا.
يمكنك ترك رسالة هنا إذا أردت الاستفسار عن شئ